السياسة الأمريكية في الفترة الأخيرة جعلت لها الكثير من الأعداء على رأسهم أغلب دول أمريكا اللاتينية والشعوب العربية هذا غير روسيا والصين وإيران والأزمة النووية الكورية ولكل كراهية وعداء أسباب تختلف حسب ظروف كل دولة وطبيعتها وثقافتها والأهم مصالحها .
ولكن هل يعقل أن تكون أمريكا عدواً لأمريكا ؟ ! ! صعب تخيله بعض الشيء ولكن يوجد فعلاً أدلة على ذلك منها تعامل الإدارة الأمريكية مع إعصار كاترينا وهي الإجراءات التي دفعت نعوم تشو مسكي للتعليق في كتابه الدولة الفاشلة (موقع الطليعة) "إعصار كاترينا خير دليل على أن الحكومة لم يعد بإمكانها إخفاء حقيقة إخفاقها في رعاية شئون المواطن الأمريكي داخلياً " فمن الواضح أن الحكومة الأمريكية وجهت جٌل امكاناتها
للسياسة الخارجية والحرب على الإرهاب لدرجة أنها لم تعد تهتم بالرعاية الكاملة للمواطن الأمريكي وهو ما ثبت من طريقة تعاملها مع كارثة كاترينا فقد تميزت تحركاتها بالبطء الشديد والإهمال الجسيم في مواجهة مثل هذا النوع من الكوارث . وهي الاتهامات التي وجهت أيضا في تصريحات لمسئولين أوربيين انتقدت أيضا طريقة تقديم المساعدات لضحايا الإعصار فقد صرح كلايس تورسون المتحدث الرسمي باسم السفارة السويدية بواشنطن "أن بلاده لم تتفهم موقف الإدارة الأمريكية لتعليق قبول وتوزيع المساعدات التي قدمتها الدول لضحايا الإعصار " (موقع الجزيرة) ونقل نفس الموقع تصريحات لمسئول مجري ذكر أن بلاده عرضت إرسال خبراء للتعرف على الجثث وأن الأمريكان تجاهلوا العرض تماما "
انتقادات حادة جداً من قبل مسئولين أوربيين وجهت للإدارة الأمريكية مما ينقل صورة عن تعمد الأمريكيين البطء في عمليات الإغاثة ومن الواضح أيضا أن الأمريكيين قدموا ما يبرر هذه الاتهامات من تصرفات وتصريحات فقد قدم مسئول تنسيق المساعدات في وزارة الخارجية الأمريكية مبررات واهية جدا لتأخر المساعدات فقد صرح أن 95 دولة عرضت مساعدات وأن السلطات الأمريكية تبذل هودها من أجل مطابقة حاجاتها مع العروض وأوضح أن بلاده لن تقبل مساعدات لن تتمكن من استخدامها ولن يستفيد منها الشعب الأمريكي . مبرر ضعيف جدا قد يثبت الاتهامات بدلا من نفيها ويوضح أيضا غياب الديناميكية والمرونة في اتخاذ القرارات في المواقف الحرجة والعصيبة التي تتحدي الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بوش الذي كان قد عين مايكل براون رئيساً لهيئة وكالة الطوارئ رغم أنه لم يكن يتمتع بالخبرة الكافية لمواجهة مثل هذه الكوارث ( موقع بي بي سي ) وقد تم إبعاده عن منصبه بسبب المشكلات التي تتعرض لها عملية الإغاثة وأكدت الخبر أيضا صحيفة واشنطن بوست وذكرت أن خمسة من بين ثمانية مسئولين بوكالة الطوارئ يملكون بالكاد خبرة التعامل مع الكوارث . وهي مناصب حساسة للغاية تتعلق بحياة المواطن في الغالب ووصول أشخاص غير جديرين لهذه المناصب قد يعني أن الحكومة الأمريكية باتت تستهين بحياة المواطن الأمريكي .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اتهمت الإدارة الأمريكية بالعنصرية في تقديم المعونات واتخاذ الإجراءات فمن المعروف أن معظم سكان نيوأورلينز من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية ويغلب عليهم لون البشرة السمراء وهو ما عبر عنه استطلاع للرأي ( موقع بي بي سي ) رأى فيه أغلب المواطنون ذوي الأصول الإفريقية أن رد فعل الحكومة كان سيتميز بالسرعة لو أن المتضررين كانوا من البيض . وفي استطلاع رأي آخر أجراه مركز بيو للأبحاث أن ثلثي الأمريكيين يعتقدون أن الرئيس بوش كان بامكانه بذل المزيد من الجهد لتجنب وقوع الأزمة . وهو ما يعتبر اتهام صريح للرئيس بوش بالتقصير والإهمال والعنصرية ومحاباة فئة معينة على حساب المجتمع كله ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اتهم وزير البيئة الألماني يورجن تريتن الأمريكيين بأنهم السبب في حدوث إعصار كاترينا من الأصل وحمل حكومة الرئيس بوش المسئولية كاملة بسبب رفض بوش الحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بعد رفضه التوقيع على اتفاقية كيوتو لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض (جريدة الشرق الأوسط 31/8/2005) .
كل الاتهامات التي وجهت للإدارة الأمريكية في التعامل مع أحداث كاترينا قد يدلنا علي أن الإدارة الأمريكية لم يعد بامكانها إخفاء إخفاقها في رعاية شئون المواطن الأمريكي داخلياً كما قال تشو مسكي وأن الإدارة الأمريكي تتمتع بالصفات التي يجعلها في خانة أعداء أمريكا .
وهناك جرائم كثيرة ارتكبتها أمريكا في حق أمريكا منها ما حدث على سواحل فيلادليفا أثناء الحرب العالمية الثانية بالتحديد في أكتوبر 1943 في عهد الرئيس ترومان (صاحب قرار إلقاء القنابل الذرية على اليابان ) ( د/ نبيل فاروق سلسلة كوكتيل 2000) في هذه الأثناء كان الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتين صاحب النظرية النسبية الشهيرة اكتشف ما يعرف باسم حقل الطاقة الموحد " باستعمال جهاز خاص يمكن التعامل مع الجاذبية الأرضية والموجات الكهرومغناطيسية فإن الضوء يمكن أن يتقوس حول الجسم بحيث يجعله غير مرئي " وهو الاكتشاف الذي انضم بسببه للقوات الأمريكية كضابط شرفي لإجراء تجارب حماية على سفن الأسطول بإحاطاتها بمجال كهرومغناطيسي يمنع إصابتها بالتوربيدات وتطورت الفكرة لمنع إصابتها من الجو أيضا وكان الأساس في التجربة الجديدة هو حقل الطاقة الموحد .
وجاء أينشتين بصحبة د/ فرانكلين رينو( تقريبا هو صاحب الاقتراح) و عدد من قواد البحرية الأمريكية وتم إعداد كل شيء للتجربة السفينة التي ستجرى عليها التجربة تقف بين سفينتين تحمل كل منهما المعدات اللازمة وبدأوا في توجيه الإشعاعات والمجالات نحو السفينة الوسطى وفجأة أحاط بالسفينة ضباب كثيف رمادي اللون وهو ما لم يكن بالحسبان واضطروا لإيقاف التجربة واستطلاع النتائج ويستمعون لروايات طاقم السفينة التي فقد قائدها بصره حينما كان على الدفة أما باقي الطاقم فمنهم من رأى أشباحاً ومنهم من رأى كائنات عملاقة ومنهم من رأى كائنات لم يستطع وصفها وكإجراء أمني تم وضع طاقم السفينة في المستشفيات والمصحات العقلية والنفسية لمنع الناس من تصديقهم وطمس معالم الجريمة وتقرر إلغاء فكرة التجربة ولكن بعد فوات الأوان كما تم فرض سياج من السرية على تلك الوقائع الرهيبة في حق البشرية وحق الأمريكان على وجه الخصوص فقد تعرض هؤلاء لعذاب شديد من التعرض للإشعاع والمجالات التي تسبب أمراضاً خطيرة . وتأثير نفسي أشد خطورة من جراء تأثير الكائنات العجيبة التي شاهدوها وفوق ذلك اتهامهم بالجنون المطبق لمنع الناس من تصديقهم وهو ما يسبب إهانة لأي شخص ( حينما تتهم أحداً أنه فقد عقله فحتماً ذلك مهين) .
التجربة تخبرنا أنهم لم يهتموا إطلاقا بالبشر الموجودين على السفينة وأن كل همهم التفوق العسكري فحسب دون النظر لأي اعتبارات أخرى . قد يكون فعلا التفوق العسكري لخدمة المواطن العادي وتوفير الحماية له ولكن هل يمكن تصور نجاح سفينة في حماية نفسها على الأقل وقائدها على الدفة مصاب بالعمى وطاقمها تحت وطأة عذاب نفسي وبدني شديدين ؟ هل يمكن ذلك أن يوفر الحماية لأمريكا ومواطنيها ؟!
أمريكا في الماضي كانت تريد أن تتفوق على كل الدول فكان على الساحة العالمية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد السوفيتي كقوى عظمى والتفوق حق مشروع ولكن ليست الغاية تبرر الوسيلة ففي طريق تحقيق غايتها داست على قيم ومبادئ العلم والأخلاق بل وداست أيضاً على الشعب الأمريكي .
والآن عندما تفوقت أهملت حقوق مواطنيها وتخلفت كثيراً عن تحقيق متطلباته وتراخت في توفير الحماية له وإنقاذ حياته . حتى أصبحت أمريكا نفسها في قائمة أعداء أمريكا .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق