الخميس، 21 يناير 2010

حديث فلان بن علان





حديث فلان بن علان





حدثنا فلان بن علان حيث اجتمع الخلان من كل مكان في مجلس السمر وما احلى السهر وقام يحكي عن الادب عند العرب واختار المقامه وقال: يعرفها الوجيز(ق ـ وـ م) بانها مجلس يجتمع فيه الناس أما المقامه كأدب فقد انفرد به العرب بدعها بديع الزمان المولود في همذان وكان يقص قصة أو يوعظ موعظة أو يحكي نادرة حقيقية أو مؤلفة ومن سماتها أنها ذات سجع وجناس فكانت جذابه لكل الناس في كلامها خفيفة وفي اسلوبها ظريفة كتبها بديع بالعربي الفصيح وجعلها سهلة التوضيح وفي مقامات بديع الزمان يحكي عيسى بن هشام عن أبي الفتح الإسكندري الذي كان كالرحالة يتغيرمن حالة الى حالة كما ينتقل بين البلدان من اصفهان الى جرجان ومن اذربيجان الى سجستان كما استخدم بديع الزمان الشعر فغالبا ما ينهي المقامه بحكمة في صورة شعر تأتي على لسان البطل الذي يتمتع بفصاحة لسان وحسن بيان . فمثلا انهى المقامه القريضية :
ويحك هذا الزمان زور فلا يغرنـك الغـرور
لا تلتزم حـالة ولــــكن در بالليالي كما تدور
كما انهى المقامه المكفوفية :
اختر من الكسب دونا فان دهـرك دون
زج الزمان بحمق ان الزمان زبون
لا تكذبن بعـــقل ما العقل الاالجنون
أما بيرم التونسي فطور من المقامات وجعلها كحلقات فكتبها بالعامية المصرية فتميزت بالسهولة والعصرية فمثلا في المقامة الاشتراكية :"حدثنا طهقان بن كفران قال: طرشت الدم واصبحت بالهم لطول الصياعة وحلول المجاعة " واتخذ بيرم لكل حلقة راوي وكل مقامه بطل واحيانا يروي الراوي عن نفسه وأيام يأسه وبؤسه فكانت كسوط على ظهر المجتمع لكل قارئ وكل مستمع واختار للرواه أسماءا غريبه وللأبطال ألقابا عجيبه ففي المقامه النسائية كان الراوي العاجز بن عميان والبطل الشيخ عبدالمطلب وفي المقامه الفلوكيه يحكي الأبلع بن زعربان عن نفسه وعن خبصه ولبصه واستخدم بيرم الشعر ولكن في الوصف في أغلب الأحيان فمثلا يصف حفلة في المقامه العصرية:
تجمعوا الفتيان مع النسوان فيا للأمر المنبهج
ما كاد مغني القوم يدق الدف بلحن منه شج
حتى النفرطت وحداتهم ثم إزدوجت بالزدوج
رجل وقرينته إالتصقا بصدور ضاقت بالمهج
فعلى كتفيه معاصمها ويداه بخصر معوج
وإذا إنجذبت فلمنجذب وإذا اختلجت فلمختلج
وانهى فلان الكلام وقمنا لكي ننام ونسينا المقامه والمقام وبيرم وبديع الزمان وكأن شيئا ما كان من حديث فلان بن علان.
هذا بيرم وذاك بديع كتبا أدباً حسرة أن يضيع
حاول فلان أن يُسمعنا ولم يجد منا سميع
نمنا ونامت قلوبنا ولو تيقظنا فلن نطيع








أسلمه عماره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق